وبعد تخرُّجه في معهد القطب، التحق بالجزائر العاصمة، فدرس على الشيخ عبد القادر المجاوي في المدرسة الثعالبيَّة، وأخذ عنه علم الفلك فأتقنه، وذكِر أنَّه ألَّف كتابًا فيه.
كان من النابغين في العلوم الشرعيَّة واللغويَّة، ومتقنًا للُّغة الفرنسيَّة.
له غرام بالمطالعة، واهتمام بجمع الكتب النفيسة، وقد ترك مكتبة غنيَّة بكنوز المخطوطات، تفرَّقت بين أيدي الناس بعد وفاته، وتوجد بعضها بمكتبة آل يدَّر ببني يسجن.
تولَّى الشيخ الداغور القضاء بمدينة بريان بترشيح من شيخه القطب سنة 1300هـ/1882م، ومكث به اثنتي عشرة سنة، ثمَّ اعتزله لمَّا كثر عليه الوشاة والحسَّاد.
أحيى العلم ببلده، بدروس في المسجد.
كان يحثُّ أهل ميزاب إلى السفر خارج الوطن لطلب العلم، وجسَّد ذلك بنفسه في رحلاته العديدة، فلم يتوقَّف عن التعلُّم حتَّى في كبره، إذ توجَّه بسفره إلى تونس للتزوُّد من مشايخ الزيتونة والخلدونيَّة، كما عقد رحلة إلى جربة سنة 1908م لاستنهاض همم إخوانه للمشاركة في ركب العلم والإصلاح.
وكانت وفاته بتونس بعد قدومه إليها بثلاث سنين، وذلك سنة 1909م.
*المصادر:
*أبو اليقظان: ملحق السير (مخ) 2/199 *دبُّوز: نهضة الجزائر، 1/378؛ 2/20، 147، 151، 153؛ 3/4 *النوري: نبذة من حياة الميزابيِّين، 1/102 *الحاج سعيد: تاريخ بني مزاب، 119، 1335، 143، 144 *جمعيَّة التراث: دليل المخطوطات: -فهرس آل يدَّر، مج196.
945
الناصر بن صالح، الملاَّلي
(ت: 24 رمضان 1326هـ / 12 أوت 1947م)
من مشايخ القرارة الذين أسهموا في نهضتها العلميَّة الحديثة.