ثمَّ شرع في تطبيق مبادئ هذا النظام في أوَّل حلقة له بغار في «تين يسلي»، وهي «بَلْدَة اَعْمَر» بالقرب من مدينة تقرت - جنوب شرق الجزائر حاليا -، وذلك سنة 409هـ/1018م، وإلى هذا التاريخ نسب هذا الغار، وسمي بـ«الغار التسعي»، وقد حُفر وجهِّز ونظِّم خصيصا لهذا الغرض.
لم يحصر أبو عبد الله هدفه في مجرَّد التعليم الديني النظري فحسب، وإنَّما سعى إلى غرس مبادئ الإسلام في طلبته، على أنَّه منهج حياة، لا فصل فيه بين العلم والعمل، ولا بين النصِّ والواقع.
ولذلك كان الشيخ كثير السفر مع طلبته في المغرب الإسلامي، من نفوسة شرقا إلى وادي ميزاب غرباً، يتعلَّمون ويعلِّمون الناس أمر دينهم، ويأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر، ونذكر من بين المناطق الكثيرة التي استقرَّ فيها بحلقته: تين يسلي، قصطالية، طرابلس، لماية، جربة، تفاجالت، وادي أريغ، وغلانة، قنطرارة، وارجلان، بادية بني مصعب. ولهذا عرف الشيخ عند العَامَّة بـ: «سيدي محمَّد السايح».
وقد ضبط قوانين وأنظمة صارمة لتسيير الحلقة، فقسَّم العُزَّاب - جمع عزَّابي من العزوب عن الدنيا، والإقبال على الآخرة، وخدمة الصالح العامِّ. ولا تعني العزوبة عن الزواج - إلى ثلاث مجموعات هي بمثابة المراحل التربوية المعروفة في عصرنا:
• ... الأصاغر - المرحلة الابتدائية-