ثُمَّ انتقل إلى مدرسة الشيخ إبراهيم بن بكير حفَّار، ودرس عليه علوم الشريعة واللغة العربيَّة.
شغل منصب خوجة القايد - أي كاتب القايد - إلى جانب منصب العدل بالمحكمة الشرعيَّة بالقرارة، فقام بعمله بأمانة ونزاهة، بشهادة معاشريه من المشايخ وغيرهم، والرسائل القليلة الباقية بين أيدينا دليل على ذلك.
قضى في وظيفه كاتبا للقايد عمارة إبراهيم بن يوسف قرابة عشر سنين، من 1921م إلى 1931م.
وقضى بين أحضان محكمة القرارة ومحكمة بريان ما يزيد عن أربعين سنة.
بدأ وظيفه حوالي سنة 1921م، فعيِّن سنة 1924م عادلا على القرارة، ثمَّ باش عادل سنة 1931م، وفي 1934م عيّن باش عادل في بريان.
معتمده في الأحكام الشَّرعِيَّة على كتاب النيل وتكميله للشيخ عبد العزيز الثميني، وشرح النيل للقطب امحمَّد بن يوسف اطفيش، والورد البسَّام في رياض الأحكام وكتاب جواهر النظام للشيخ نور الدين السالمي.
كان وثيق الصلة بالمشايخ لاسيما الشيخ إبراهيم بيوض، والشيخ أبو اليقظان، والشيخ عدون شريفي سعيد. إذ كان معتمدَهم الأساس في الجانب القانوني عند إنشائهم لجمعية الحياة، فلا يقرِّرون أمرا في هذا الشأن إِلاَّ باستشارته وحضوره.
اتخذت داره منتدى الاجتماعات في خدمة الصالح العامِّ، يحبُّ الخير للناس، كريم عطوف على ذوي الحاجات، نصوح لم يأل جهدا في ذلك.
حاول العمل في التجارة - قبل الوظيف - فلم يكن محظوظا، واهتمَّ اهتماما بليغا بالفلاحة إلى جانب الوظيف، فوفِّق فيها.
عرف بحبِّه الشديد للعلم، وتنشئته لأبنائه على الصلاح والتعلُّم.
*المصادر: