ولا يدرِّس في اللَّيل إِلاَّ الغرباء والنجباء والمتفوِّقين؛ لأنَّه كان يخصِّص اللَّيل للتأليف والإجابة عن الرسائل والاستفتاءات المتهاطلة عليه؛ وكان غزير المَادَّة، طويل النفَس، متفانيا في العلم، يدرِّس أحيانا أحد عشر درسا مختلفا في اليوم الواحد.
ويستعمل اللسان البربريَّ المحلِّيَّ كأداة للتدريس عند الاقتضاء، ولا يحاسب تلاميذه على الغياب أو الإبطاء، وإذا رأى منهم تعبا روَّح عنهم بما يدفعهم إلى النشاط والتركيز، ويولي عناية خَاصَّةً لأسئلة تلاميذه، فيكتبها ويحقِّق مسائلها، ولا يعجز عن الرجوع إلى المصادر، ولو أثناء الدرس.
بهذا المنهج في التعليم، والسعة في العلم، انهال عليه الطلبة من مختلف الأقطار الإسلاَمِيَّة، وصدروا عنه، وكلُّهم رجال عاملون في مختلف مواقع الحياة: تأليفا، وتعليما، وقيادة، وقضاء، وإصلاحا.
وبلغ عدد تلاميذه العشرات، من أشهرهم:
من ميزاب:
1- ... إبراهيم اطفيَّش، أبو إسحاق: نزيل القاهرة العالم المحقِّق.
2- ... إبراهيم الابريكي.
3- ... إبراهيم بن عيسى أبو اليقظان: رائد الصحافة العَرَبِيَّة في الجزائر
4- ... اعمارة بن صالح بن موسى.
5- ... بابكر بن الحاج مسعود.
6- ... داود بن سعيد بن يوسف.
7- ... صالح بن عمر لعلي.
8- ... عمر بن حمُّو بكلِّي.
9- ... عمر بن يحيى ويرو المليكي.
10- ... محَمَّد بن سليمان ابن ادريسو.
11- ... الناصر بن إبراهيم الداغور.
12- ... يوسف حدبون.
أَمَّا من ليبيا: فيُذكَر المجاهد بالسيف والقلم الداعية: سليمان باشا الباروني.
ومن تونس: المؤرِّخ سعيد بن تعاريت.
ومن المدينة المنوَّرة: أحمد الرفاعي.
وغيرهم كثير مِمَّن بلغ المشيخة.
تآليفه:
