كما تولَّى منصب القضاء، ثمَّ اعتزله لَمَّا بسط الاستعمار الفرنسيُّ نفوذه على منطقة ميزاب سنة 1882م.
وكان القطب عدوًّا عنيدا لفرنسا، وَمِمَّن وقف بقوَّةٍ في وجه الاحتلال، ودعا إلى مقاطعة المستعمر وعدم التعامل معه، ويذكر أنَّهُ نصب خيمة في حومة الدبدابة بين غرداية وبني يسجن، احتجاجا على دخول فرنسا المنطقة.
وكان حريصا على وحدة المسلمين، يعصره الألم على ما آل إليه أمرهم، من فرقة وهوان، وذلٍّ واستعمار، يدعو للنصر للمجاهدين في كُلِّ بلاد العالم الإسلاميِّ.
وقد دفعه هذا التَّصَوُّر إلى أن يعيش على أمل التخلُّص من المستعمرين، وأن يُفَكِّر في المشاركة بما يستطيع لتحقيق هذا الأمل، فجعل الجهاد جزءا من رسالته في الحياة، كما يقول:
«لَوْلاَ ثَلاَثٌ هُنَّ: تَعْلِيمُ جَاهِلٍ
وخِدْمَةُ رَبيِّ وَالجِهَادُ لِذيِ الكُفْرِ
لَمَا كُنْتُ أَخْشَى المَوْتَ وَالمَوْتُ لاَزِمٌ
وَإِلاَّ فَمَا الحَيَاةُ وَالمَرْءُ في قَهْرِ».
وكان مؤيِّدا للخلافة العثمانيَّة ــ على ما داخل نظامها من انحراف ــ لأنَّهَا كانت تمثِّل وحدة المسلمين.
له مراسلات مع السلطان عبد الحميد الثاني، وغيره كسلطان زنجبار، وإمام عُمان.
وكان معتزًّا بإسلامه، غيورا على دينه، فقد أهديت له النياشين، وشهادات التقدير من مختلف سلاطين العالم الإسلاميِّ، وبخاصَّة لَمَّا أجاب على لغز الماء، فقبِل هذه الهدايا، إِلاَّ نيشان الحاكم الفرنسيِّ، فَإِنَّهُ لَمَّا جاء ممثِّل الحكومة ليوشِّح صدر الشيخ به، قَدَّمَ له طرف ردائه السفليَّ ليعلِّقه عليه، وَلَمَّا سئل عن ذلك قال: «الإسلام يعلو ولا يعلى عليه».
وقد طبعت جمعية التراث رسالتين للماجستير:
