كان الوارجلانيُّ يشتغل بالزراعة للاسترزاق، وكان كريمًا سخيًّا، يزور أهل وارجلان ليؤنسهم، وطلبوا منه مَرَّة الإقامة ليستأنسوا به، فقال لهم: «قولوا: أقم عندنا قليلاً يمت قلبك، لِما اطَّلع عليه من سوء طريقتهم، ورداءة أحوالهم».
يذكر المؤرِّخون له أجوبة وفتاوي في علم الكلام، ورسائل في الفقه، يبدو أنَّها فقدت. إلاَّ أنَّنا نجد بعض العلماء يستشهدون بأقواله وآرائه الكلاميَّة، منها ما ذكره أبو سهل يحيى بن إبراهيم في بداية كتابه في العقيدة.
وكتابه «السيرة وأخبار الأيمة» يهتمُّ بسير المشايخ من أهل المغرب بخاصَّة، وتاريخ الرستميِّين ومن تولَّى مسؤوليَّة الإباضيَّة بعدهم؛ وأسلوب الكتاب غير محكم النسج، مِمَّا يوحي بأنَّه من جمع تلامذته - وهي طريقة في التأليف شاعت آنذاك -، مِمَّا دفع أبا العَبَّاس أحمد الدرجيني بعد ذلك إلى إعادة صياغته، فألَّف الجزء الأوَّل من كتابه: «طبقات المشايخ بالمغرب».
وظلَّ كتاب أبي زكرياء متداولا لدى الإباضيَّة، ثُمَّ ترجم الجزء الأوَّل وحقَّقه المستشرق الفرنسيَّ «إميل ماسكراي» (Masqueray.E)، ونشره باللغتين الفرنسيَّة والعربيَّة عام 1878م؛ ثمَّ ترجمه «LeTourneau» كاملا، ترجمة أدقَّ وأشمل؛ ومن هنا كانت شهرته؛ ثمَّ حظي بتحقيقين وأربع طبعات:
1- تحقيق إسماعيل العربي وطبعاته بعنوان: «سير الأيمة وأخبارهم»، اثنتان في الجزائر، وثالثة في بيروت. إلاَّ أنَّ المحقِّق لم يبذل فيه جهدًا كبيرًا فجاء تحقيقه مخلاًّ بالشروط العلميَّة، ناقصا، لأنَّه أهمل الجزء الثاني من الكتاب ظنًّا منه أنَّه للوسياني وليس لأبي زكرياء.